نحن ننسى سريعاً
ننسى للدرجة التى نقدس فيها أخطاءنا ولا نتعلم من الخطأ درسا واحدا ينفعنا أو ينفع من يأتى بعدنا أو يساعدنا على تصحيح المسار..
• ننسى أن هذا المنتخب واجه ظروفا قاسية، ورغم هذه الظروف أسعد المصريين بتمثيلنا فى المونديال بعد سنوات طويلة من الغياب.
• ننسى أن صناعة الكرة فى مصر دخلت نفقا مظلما منذ أحداث بورسعيد وحتى اليوم، ورغم ظلام الواقع الكروى وضيق ذات اليد اقتصاديا، فإن مصر أنجبت فريقا يضم نخبة من المحترفين وساعد على تمثيل مصر دوليا بعد 28 سنة.
• ننسى أن الجماهير غابت عن التشجيع فى الملاعب نتيجة العنف والتسييس والهمجية التى شهدتها مباريات مختلفة ولقاءات ودية، وحتى تمرين بعض الأندية الكبرى.
• ننسى أن الفريق كافح فى بطولة الأمم الأفريقية رغم كل ذلك، ووصل بنا إلى النهائى.
• ننسى أن هذا الفريق لعب مباراة جيدة فى لقاء أوروجواى وخانه الحظ فى النهاية.
• ننسى كم مرة أسعدنا أحمد فتحى برجولته وصلابته النادرة.
• ننسى كم أسعدنا محمد صلاح وهو يلعب مع المنتخب أو يلعب فى الخارج.
• ننسى أننا قلنا لأنفسنا «مش مهم نكسب ومش مهم نطلع دور الـ16، المهم نفرح بكسر نحس السنوات الطويلة».
• ننسى أن فرقا كبرى مرشحة للفوز بالمونديال خسرت جولاتها الأولى فى الدور الأول.
• ننسى أن منتخب ألمانيا، بطل كأس العالم، خسر مباراته الأولى أمام المكسيك بهدف نظيف.
• ننسى أن الأرجنتين، الأقوى كرويا، تعادلت مع فريق من الهواة قادم من آيسلندا.
• ننسى أن ميسى، أعظم لاعبى العالم، أهدر ضربة جزاء فى المباراة الأولى.
• ننسى كل ذلك وننهار عند أول منحنى، فنلعن الفريق الذى أسعدنا بالمشاركة، ونطالب المنتخب بأكثر مما يستطيع، بل نطالبه حتى بأكثر من أحلامنا الأصلية.
ليس هذا وقت الانهيار النفسى والحزن القومى، وليس هذا هو وقت البحث عن شماعات سفيهة نعلق عليها الهزيمتين أو ذبح كوبر والاتحاد والشركات الراعية والمنظمين، هذا العبث هو ما يحول بيننا وبين التفكير الواضح الذى يضمن لنا المشاركة مرة أخرى، وتحقيق نتائج أفضل فى البطولات المقبلة.
لا تلطموا الخدود على الأضرحة
ولا تنسحقوا أمام الهزيمة
ولا تكسروا عزم الفريق وتديروا ظهوركم لما حققوه لنا فى سنوات المشقة.
تعالوا نفكر كيف نتعلم من الأخطاء لنا ولمنتخبنا ولبلادنا، تعالوا نفكر بدلا من أن نلطم الخدود سفها وعبثا وضعفا ويأسا بلا معنى أو نتيجة.
//
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة